الإقتراحات

جولة فی سیاسة و الثقافة
حول المدونة
الإقتراحات

قررت أن أنتشر مقالاتی و ملاحظاتی حول السیاسة و الثقافة فی أنحاء العالم و المنطقه.
أرجو ان تلاحظون مقالاتی و تکتبون آراءکم و تعلیقاتکم حول رأیی

أرشیف

اسبوع الوحدة و وحدة الأمة الإسلامیة

یواجه العالم الإسلامی والأمة الإسلامیة الیوم مصائب کبرى. صحیح أن کثیراً من هذه المصائب ینبع من داخلنا نحن المسلمین، حیث تقاعسنا وتکاسلنا، ولم نسلک بأنانیّاتنا وتکالبنا على الدنیا طریق الأمة الإسلامیة نحو قمم التکامل الإنسانی؛ وعلینا الآن أن نعود، ونتحرک، ونتوب، ولکن ما من شک أن جانب کبیر جداً من هذا التخلف والمصائب والمشکلات التی واجهناها فی فترات التاریخ المتأخرة ناجمة عن النظام العالمی الباطل فی الماضی والحاضر. النظام العالمی نظام قوة وهیمنة؛ نظام یعتمد منطق القوة، ولیس نظام حیاة إنسانیة؛ إنه نظام حیاة الغابة. انظروا لواقع العالم الإسلامی. نتذکّر منذ سنوات قضیة فلسطین کجرح عمیق فی الجسد الإسلامی، وقد أضیف إلیه العراق حالیاً. لاحظوا ماذا یفعل الجبابرة اعتماداً على ما لدیهم من قوة. یطلقون الکلام غیر المنطقی والخاطئ فی العالم ویعملون به باعتباره کلاماً منطقیاً منیعاً، وما ذلک إلا بالاعتماد على القوة ومنطق السلاح والاقتدار السیاسی والمالی. یرتکبون علناً الجرائم التی تعد جرائم فی عرف جمیع شعوب العالم، ویطلقون لها بعض العناوین أحیاناً للتمویه، والحال أنهم یعلمون أن أحداً لا یقتنع بذلک، لکنهم یفعلونها أحیاناً حتى من دون هذه التمویهات والمسمیات والأقنعة. الحکومة الصهیونیة الغاصبة تعلن بصراحة عن اغتیالها النخب الفلسطینیة، والحکومة الأمریکیة تدعمها رسمیاً وعلنیاً. هذا هو واقع النظام العالمی الیوم. الإرهاب - الذی غدت مکافحته ذریعة لغطرسة الحکومة الأمریکیة المستکبرة واستخدامها للقوة _ یُمارس صراحة کعملیة مشروعة على ألسنتهم وفی ممارسات الحکام الصهاینة، وکل هذا اعتماداً على القوة واستخدام السلاح. احتلال العراق وغزوه العسکری وإذلال شعب کبیر ذی ثقافة وإهانته جریمة دولیة، لکنهم مارسوا هذا العمل صراحةً وتحت عناوین حقوق الإنسان والدفاع عن الدیمقراطیة والحریة، ولا أحد فی العالم یصدق هذا الکلام ویقتنع به.

التهدید الأمریکی فی هذه المنطقة حالیاً غیر موجّه لبلد أو بلدین فقط، بل موجّه للجمیع. خطر الرأسمالیین الصهاینة الواقفین خلف الأجهزة الحاکمة فی أمریکا غیر مقصور على ابتلاع جزء معین من منطقتنا. یریدون ابتلاع المنطقة کلها وهذا ما یقولونه الیوم بصراحة. لیس لمشروع »الشرق الأوسط الکبیر« من معنى سوى هذا. منذ ما یزید على الخمسین عاماً حین تأسست الدولة الصهیونیة الغاصبة، ومنذ نحو مائة عام حین انبثقت هذه الفکرة فی الأروقة الغربیة والأوروبیة، کانت نیّتهم أن یبتعلوا هذه المنطقة وینهبوها لأنهم بحاجة إلیها. ولیس من المهم بالنسبة لهم إطلاقاً ما ینـزل بأهالی المنطقة، فهم کلهم عرضة للتهدید والخطر. وحین یکون الجمیع عرضة للخطر فإن الطریق الأکثر عقلانیة هو أن یفکر الجمیع ویضعوا أیدیهم فی أیدی بعضهم. وصیتنا وطلبنا الجاد من الحکومات والشعوب الإسلامیة هو أن یفکروا فی هذه القضیة ویعملوا لها، فهی تتطلب جهوداً ومقدمات لابد من توفیرها. والعدو طبعاً لا یبقى عاطلاً عن العمل وسیستخدم أدوات التفرقة القدیمة؛ سیستخدم الحالات القومیة والمذهبیة والطائفیة، ویضخّم القضایا التی شدد الإسلام على عدم تضخیمها.

 شدد الإسلام على أن القومیات لیست معیاراً للهویة والتمیّز؛ ﴿ إِنَّ أَکْرَمَکُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاکُمْ ﴾. أکد الإسلام على ضرورة أن یتعامل الإخوة المسلمون فیما بینهم بطریقة أخویة؛ لم یقل الإخوة السنة أو الشیعة أو أتباع هذ المذهب وذاک، إنما قال: المسلمون؛ ﴿ إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ ﴾. کل من یعتقد بهذا الکتاب وبهذا القرآن وبهذا الدین وبهذه القبلة فهو مؤمن؛ إنهم إخوة بعضهم؛ هذا ما قاله لنا الإسلام. لکننا نخفی الخناجر وراء ظهورنا لنطعن صدور إخوتنا! وثمة مقصّرون فی کل الفئات ینبغی صدّهم ومواجهتهم. الأمة الإسلامیة الیوم بحاجة للوحدة من أجل حیاتها وشموخها ونجاتها ورفعها رایة الإسلام. الوحدة لها الأولویة على کافة الضرورات والأمور المهمة، فهی مقدمة علیها. لماذا لا نفهم ضرورة الاتحاد بین المسلمین؟! هناک مسؤولیة ثقیلة على کواهلنا والفترة فترة حساسة. إذا استطاع الأعداء احتلال هذه المنطقة بالقوة سیتأخر العالم الإسلامی مائة سنة أخرى کما حصل له فی عهد الاستعمار، وسوف یزداد البون بینه وبین العالم المتحضّر الصناعی مائة سنة أخرى. نحن من یجب أن یتحمل المسؤولیة؛ نحن المسؤولون الیوم. الحکومات، والنخب، والشخصیات الثقافیة والدینیة هی المسؤولة الیوم. کلنا مسؤولون حیال وحدة العالم الإسلامی.

من کلمته امام الخامنئی فی مدراء الدولة وضیوف ملتقى الوحدة 18/2/1383هـ (8/5/2004م)

تعلیقات  (۰)

لا رأی مثبوتة

إستطلاع الرأی

ارسال نظر آزاد است، اما اگر قبلا در بیان ثبت نام کرده اید می توانید ابتدا وارد شوید.
شما میتوانید از این تگهای html استفاده کنید:
<b> یا <strong>، <em> یا <i>، <u>، <strike> یا <s>، <sup>، <sub>، <blockquote>، <code>، <pre>، <hr>، <br>، <p>، <a href="" title="">، <span style="">، <div align="">
تجدید کد امنیتی